غسان عبود: إغلاق مكاتبنا في سورية مسؤولية الجميع لأن نجاحها ملك للجميع
نشرت مجلة "موضة وناس" الاجتماعية المنوعة لقاء مع رجل الأعمال السوري ومالك تلفزيون الاورينت، وركزت المجلة المعنية بالشأن السوري في لقائها على واقع الإعلام السوري بشكل عام والإعلام الخاص على وجه التحديد وتجربة تلفزيون الأورينت الرائدة في مجال الإعلام التلفزيون الخاص في سورية
وفيما يلي تفاصيل اللقاء
في لقائنا مع السيد غسان عبود، لم نتمكن من حصر المحاور الرئيسية التي وضعناها مسبقا، فقد كانت تلك المحاور ضيقة ومحدودة مقارنة مع الخبرة والثقافة والشفافية التي حدثنا بها،محاور ومواضيع طالت مجالات متنوعة في مختلف جوانب الحياة وعندما تحاور رجلا أدمن النجاح في عالم الاعمال وهو القادم من دراسة أكاديمية للإعلام، ترتفع آفاق النقاش وتكثر الأفكار ويتنقل الحوار بين السياسة والإعلام والتاريخ والمجتمع.
هل كان يعلم غسان عبود رجل الأعمال أن المشرق ستحقق كل هذا النجاح وتكون المحطة الأكثر جماهيرية في سورية، وتدخل في قائمة أكثر 20 محطة عربية فضائية مشاهدة، كل هذا وخلال فترة بث تعتبر لمحطة أخرى هي مرحلة تجريبية، أنا متأكد أنه رجل يعرف تماما ما يريد فصاحب هذا الطموح والرؤية الخاصة والمختلفة لا يمكن أن يكون ترك نفسه للقدر ليرسم له خطواته .
التقينا بالسيد غسان عبود في مقر المحطة في دبي وكان لنا معه اللقاء التالي :
رحلة طويلة وناجحة في مجال الأعمال والتجارة، هل وجدتم أن الاستثمار في مجال الإعلام قد يكون استثمارا ناجحا، وما هو القصد من قولكم إن السوق السورية مكان خصب للاستثمار ؟
أريد أن أوضح فكرة بخصوص هذه النقطة التي لم تفهم بشكل واضح، والحقيقة بأن هناك الكثير من المحاور التي تحدثت عنها في البيان الذي اصدرته عندما أطلقنا دورتنا البرامجية الجديدة للمشرق، وفسرت بمعاني مختلفة عن تلك التي أردنا إيصالها، وأهم تلك النقاط أنني عندما قلت إن السوق السورية مكان ملائم للاستثمار في مختلف قطاعات الأعمال حقيقة موجودة ولا يمكن لأحد إنكارها، لقد لعب الموقع الاستراتيجي لوطننا سورية دورا محوريا في جعلها من أوائل البلدان التي عملت في مجال التجارة بالإضافة إلى عمقها التاريخي والحضاري وما تحتويه أرضها من خيرات وثروات متنوعة وقوة بشرية لا يستهان بها، تتمحور الفكرة الرئيسية التي حاولنا إيصالها في المحطة، بأننا مؤمنين تماما بأن سورية تمتلك سوقا واعدة مليئة بعوامل النجاح من كم وتنوع سكاني والأهم أنها سوق بكر للاستثمار في هذا المجال، هذا لا ينفي أبدا من أننا نريد أن نقدم رسالة معينة فالإعلام عملة بوجهين وجه استثماري يهدف إلى الربح كي يضمن الاستمرارية (ونحن هنا نتكلم عن الإعلام الخاص الذي لا ينطوي تحت عباءة أي جهة رسمية أو يحظى بدعم طرف معين، وبمعنى أدق يجب على هذا الإعلام أن يحقق عوائد ربحية لكي يضمن البقاء أو الاستمرار)، والوجه الآخر هو رسالة هذه المؤسسة أو الوسيلة الإعلامية، وماذا تريد أن تقول وإلى ماذا تهدف، وأعتقد أن رسالتنا كانت واضحة وظاهرة للجميع وهي أننا نريد أن نقدم إعلاما بمستوى راق ومحترف نحاول من خلاله الظهور بصورة متميزة.
نعم ركزنا في بعض الأوقات على وطننا سورية نظرا لما يحتويه هذا البلد الجميل من تفاصيل تتميز بالغنى والتنوع من شأنها أن تمنحنا تأشيرة دخول إلى منزل كل مشاهد في الوطن العربي نظرا لما تلقاه لهجتنا وثقافتنا وعاداتنا من قبول على مستوى هذا العالم الكبير.
لايف بوينت
لا أحبذ الحديث عن جزء معين من المشروع وفصله عن باقي المجموعة، فالمشروع هو مجموعة من الحلقات التي تكمل بعضها، الناس تعرفنا من خلال المشرق لأنها الأكثر ظهورا وشعبية، ولكن مشروعنا الإعلامي يتكون من عدة أشياء بدأنا فيها في شركة لايف بوينت وهي تعنى بإنتاج وتوزيع كل ما يتعلق بالعمل الإعلامي من برامج ومسلسلات وأفلام وعمليات الدوبلاج، وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور الارتجالي القوي والمحوري الذي تلعبه لايف بوينت ضمن المجموعة وكان من الطبيعي أن يتم رفد هذا المشروع بقناة تلفزيونية تظهر طريقة عملنا وطبيعته وتبرز بعض الجوانب التجارية من المشروع، فكان ظهور المشرق فهما مشروعان مكملان لبعضهما الآخر، كما عملنا على دعم المشروع بطرقة مهنية وعلمية بتأسيسنا مركز المشرق للتدريب والتطوير الإعلامي الذي يحمل نواة أكاديمية تنقل وتقدم أحدث ما تم التوصل إليه في هذا المجال الواسع والذي يشهد في كل يوم شيء جديد ، ونحن الآن بصدد فتح فرع للايف بوينت في أوروبا ونفكر بشكل جدي في الاستثمار في مجال الموسيقا بالإضافة إلى أن هناك فكرة إنشاء بعض الإذاعات الخاصة .
الكوادر السورية
يقول عبود كانت الفكرة الأساسية تدور حول تأسيس أكاديمية تدريب مهني وليس مركزا قائما على الدراسات النظرية والمعايير الرئيسة التي يتطلبها العمل الإعلامي وهي الأشياء التي أصبحت من الصعوبة بمكان الالتزام بها في وقتنا الحالي، وهي برأيي الشخصي بمثابة حلم طوباوي لا يمكن تحقيقه وحتى نتخلص من هذه الأمور كنا بحاجة إلى أشخاص مدربين ومؤهلين مهنيا وليس نظريا؛ أي بإمكانهم الانخراط في سوق العمل مباشرة وبدون أي مصاعب وسنحاول في مركز المشرق للتدريب أو الاكاديمية القادمة قريبا إن شاء الله أن نغطي هذا الجانب، حقيقة ومن منظور شخصي أنا أرى ليس فقط وطننا سورية بل غيرها الكثير من دول الوطن العربي تفتقد إلى الكفاءات المهنية الإعلامية وأشدد هنا على كلمة المهنية فالأمر لا يتجاوز سوى وجود خامات إعلامية جيدة تحاول التفوق على نفسها والعمل على تقديم شيء متميز والسبب يعود إلى طرق ومناهج التعليم النظرية التي لا توفر سوى الحد الأدنى للمعرفة، وهي لا تقدم إلا مجموعة من النظريات التاريخية حتى الدول التي أطلقتها تخلت عنها، من الضروري قراءة التاريخ ومعرفته والاطلاع على حيثياته ولكن هذا لا يكفي، وخاصة في مجال يشهد ثورة في مراحل تطوره المتسارعة وهنا يظهر الكثير من التساؤلات أهمها، أين هي المخابر والاستوديوهات التي يجب أن تتوفر في الجامعات التي تتدرس الاعلام؟ وأين هي الأماكن التي سوف تستوعب هؤلاء الخريجين لتساعدهم في صقل مواهبهم وتنمية مهاراتهم فنحن حتى الآن نفتقد في سورية إلى مختلف الوسائل الاعلامية، كما ونوعا فمن غير المعقول أن يمضي طالب إعلام أربع سنوات دراسية يزور من خلالها صحيفة لمرة أو أكثر على أبعد تقدير، كل هذا ووضع الاعلام السوري والعديد من دول المنطقة بمأزق إعلامي حقيقي، وهو الشيء الذي لمسناه على أرض الواقع، يجب أن يعرف القائمون على الإعلام أن هذا النوع من التدريس لا يعطي الكريزمة والحضور للمقدم، ولا يمنحه معرفة كيفية إدارة حوار مع أكثر من شخصية ولا يشكل أي إضافة لطالب يمتلك الموهبة وبحاجة إلى من يصقلها، هذا النوع من المناهج يجعلنا نتكلم أكثر مما نعمل.
كل مؤسسة لا تخضع لقانون المنافسة هي قولا واحدا مؤسسة ميتة
فوارق
السوري يتمتع بديناميكية لا يتمتع بها أي شخص آخر ونستطيع تشبيهه بالكأس الفارغ الجاهز لاستقبال المعرفة فورا، وهو يستند ويعول على خلفيته الحضارية العريقة والتي تعود إلى آلاف السنين من الثقافة والعلم، ولكن هذا لا يكفي لصراع البقاء الذي يعيشه سوق العمل في الخارج، فهو منذ دخوله في هذا السوق المتخم بالمنافسة يشعر بهذا الفراغ والاختلاف الحاصل بين دراسته وبين العمل على أرض الواقع حتى الأشخاص الذين اكتسبوا بعض الخبرة من ممارسة المهنة في بعض الأماكن داخل سورية سيجدون هذا الاختلاف لأن هناك فروقا واضحة في نواحي عديدة بين العمل داخل الوطن وخارجه، فروق في التقنيات المستخدمة وفي طرق إدارة هذه الأماكن وكيفية الالتزام بالعمل، لذلك نجده يعمل ويثابر ويستجيب لمتطلبات السوق بسرعة قياسية وهو يعتمد في ذلك على اجتهادات شخصية وبأدوات بسيطة جدا قد تصل إلى درجة أن يقوم بالتدرب على كيفية إدارة حوار في المنزل والشخصيات هم مجموعة من الاصدقاء وهذا هو ما يمنح السوري الفارق في نهاية الامر .
مناهج وثغرات
اعتمدت طرق ومناهج التدريس في الكثير من الأقسام والكليات على الدراسة النظرية بدلا من تركيزها على التطبيق العملي والمهني لهذه الدراسة الأمر الذي أدى إلى تراجع هذه الأقسام وأفقدها العامل الرئيسي لنجاح خريجي هذا القسم في الحياة العملية، نمتلك كوادر تدريسية متميزة ولكن يجب العمل على مساعدة هذه الكوادر في تحويل خبرتها ومخزونها الفكري من الشكل النظري إلى العملي؛ أي مساعدة هذه العقول والخبرات في نقل خلاصة تجربتهم إلى من هم بحاجتها في الحياة العملية وإن كنا في وضع لا يسمح لنا بتأمين فرص عمل لكل هؤلاء الخريجيين فلنعمل على الاقل لجعلهم جاهزين لدخول سوق العمل بدون مقدمات وبدون متاعب للحصول على فرصة قد لا تأتي.
الجميع يعلم والتاريخ كذلك أننا كنا من رواد الإعلام على مستوى الوطن العربي ولكن دخول الهيئات والمؤسسات الإعلامية تحت عباءة ومظلة واحدة أفقدها صفة المنافسة، وأي مؤسسة في العالم مهما بلغ حجمها وأي كان مجالها لا تخضع لقانون المنافسة هي مؤسسة ميتة ليس لها أي حضور أو تواجد .
رجل من ذهب
سورية تمارس سياسة خارجية مبدأية تتسم بالسهولة والوضوح، وتراعي شعور كل مواطن عربي وإذا أجرينا استفتاء بين جميع دول المنطقة لوجدنا إجماعا عربيا كبيرا لتلك السياسة، والسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد لا يدخر جهدا في العمل على إبقاء اسم هذا الوطن الكبير عاليا في جميع المحافل العربية والدولية، لقد قدم نموذجا يحتذى به في إدارة الأزمات التي ألمت بالمنطقة في الفترة الماضية، وبقي متمسكا بثوابته القومية على الرغم كل الضغوط التي مورست على سورية، ولكن أريد أن أسأل أين كان الإعلام الرديف كل هذا الوقت وهو المعني الاكبر في تلك الفترة؟ ما هي الأشياء التي قدمها ليدعم هذه السياسة، هل من المعقول أن تحتاج سورية إلى خمس سنوات لتثبت أنه لا دخل لها بقضية استحوذت على اهتمام المجتمع الدولي، وهو المطالب أن يثبت ذلك في كل يوم، أين هي كافة أشكال الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة التي يجب أن ترافق هذه السياسة المشرفة لترافقها وتدعمها وتعطيها زخما هي بأشد الحاجة إليه في تلك الفترات، أنا أدعي بأننا لا نملك في سورية حتى الآن إعلاميين محترفين باستطاعتهم منافسة غيرهم من رجال الاعلام في غالبية دول الوطن العربي، ولا يتعدى الامر عن كونهم خطباء مساجد ومدونيين في دوائر حكومية فقط لا غير.
المضحك المبكي
لم يكن توجهنا منذ بداية المحطة وحتى الآن سوريا بحتا ومن الصعوبة بمكان في هذا الزمان الفضائي من تخصيص محطة لجهة معينة على الرغم أنه في اوروبا وامريكا هناك محطات خاصة بمدن وولايات معينة ولكن عربيا هذا الشيء غير ممكن على الأقل حاليا، لقد دخلنا السوق السورية لأننا في طور البداية وبحاجة إلى سوق سهلة المنافسة فهي شبه خالية إن لم تكن خالية فعلا، أما السوق العربية فهي تشهد منافسة شرسة فنحن بحاجة لبعض الوقت حتى نتمكن من فرض اسمنا بقوة ضمن هذه المنافسة، صنعنا في سورية حوالي 30 برنامج لكن جميع هذه البرامج كانت تعاني من مشاكل عديدة منها ما هو تقني ومنها ما هو فني حتى على مستوى الإعداد والتقديم كان ينقصها الكثير والصفة الأنسب التي تنطبق عليها أنها برامج اعتباطية والقائمون على مكتب دمشق يعرفون هذا الكلام تماما، أي اصبحت الامور كالعمل على تشكيل فريق كرة قدم مكان نائي ومنعزل لا يحتوي سوى على مجموعة من الاشخاص لا دخل لهم في هذا المجال بمعنى آخر قد يتضمن الفريق الفران والنجار والحداد ولكن بسبب الحاجة يتم الاستعانة بهم لتحقيق شرف المشاركة وبما أن الجمهور الحاضر ينتمي لنفس المكان، فمن المؤكد أنه سيكون سعيدا بهذه المشاركة وسوف يصفق لها بكل حرارة، وهذا ما كان يحصل بدقة في مكتب دمشق .
المبكي في هذا الأمر أن هذه البرامج لاقت نجاحا لافتا في سورية مع العلم بأننا إذا فكرنا في المنافسة بهذه النوعية من البرامج في أي مكان آخر لما حظيت بأي فرص بالنجاح، ولكنها تمكنت في تحقيق كل هذا النجاح لأنها استطاعت من الاقتراب إلى التفاصيل الحياتية للمواطن السوري والوصول إلى زواية وتفاصيل في مجتمعنا لم يسبق لأحد أن عمل على إظهارها، الجمهور سئم من الشكل النمطي للاعلام في سوريا ومل من هذا الاحتكار لإعلام لم يتمكن من تقديم أي شيء متميز ومبدع على مدار فترة زمنية طويلة، ولا بد من الاشارة إلى الخلاص الكبير للعاملين في هذا البرنامج انعكس على شاشة المشرق وساهم في تقديم صورة طيبة، وهنا أريد أن أوجه تحية لجميع العاملين في مكاتب دمشق وحلب بدون استثناء الذين عملوا بكل وفاء وإخلاص وسخروا كل ما يملكوه في إمكانيات ووضعوها في خدمة محطتهم، وكان منهم الكثير من يملك مواصفات تؤهله للتواجد على الساحة الاعلامية العربية وربما العالمية لو استمر في العمل لمدة أطول ولكن للأسف الوقت الذي عمله على أرض الوقع لم يكن بالكافي لإثبات نفسه .
لوحة تشاهد بعين واحدة
إذا كان الحكم على شخصية أو توجه وسياسة أي محطة سيكون من خلال كلمة او محور تم مناقشته خاصة في ما يتعلق بالبرامج التي تبث على الهواء مباشرة، فالأفضل للجهة المسؤولة عن هذا الموضوع التي لا تعطي ترخيص لمؤسسات الاعلامية إن كانت ستحاسبهم على خطأ غير مقصود، هناك حكم يصدر عندما تشعر أن هناك إلحاح من هذه الوسيلة نحو موضوع معين؛ أي هناك تركيز على جوانب معينة وإغفال غيرها من الجوانب، العمل الاعلامي عمل جماعي ومن الطبيعي أن تشاهد أحد الاشخاص الذي قد يمرر خلفيته الثقافية أو الفكرية أو الاجتماعية في هذا العمل، ولكن الحكم يجب أن يتم على المشهد العام أي يجب مشاهدة اللوحة ككل، ولا تنظر إلى جزء مرة من دون أي قصد وقد لا يكون هناك أي رضى عنه في إدارة المحطة، وحتى على مستوى المسلسلات والأفلام التي يتم عرضها على الشاشة قد لا تلقى القبول تماما، ولكن بسبب ساعات البث الطويلة وقلة المحتوى فقد نضطر إلى عرضها مع العلم أنه حتى التلفزيونات الرسمية قد تقع في مثل هذه المطبات الاعلامية؛ فأي عمل جماعي هو عمل معرض للأخطاء ومن المفروض على الحكومة أن تتصف بصدر رحب في مثل هذه الامور إذا ارادت أن تشاهد إعلاما ناجحا ومتنوعا، لأن الاستثمار في مجال الإعلام استثمار طويل الامد ومن غير المعقول أن تحاسب على أخطاء قد يقع فيها إعلامها الرسمي، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بالتلفزيونات التي تختلف عن الصحيفة التي تخضع للتدقيق والقراءة والمراجعة من عدة أشخاص قبل وصولها إلى الجمهور .
مطر بدون زرع
حقيقة لقد أحزنني كثير إغلاق مكاتبنا في سورية فمن الطبيعي أن تشعر بالحزن وأنت ترى فرصة نجاح بهذا الحجم تهدر، مشروع كان بمثابة نواة لمؤسسة اعلامية رائدة تعبر عن قضايا الشعب السوري التي هي قضايا مبدئية ومشرفة تنقل روح الشعب السوري من تسامح وحب للحياة، لكن الذي حز في النفس أكثر هو أنه لم يتم متابعة هذا المشروع من الجهات المعنية والتي من المفروض عليها أن تتبناه وتشعر بالمسؤولية تجاهه، لماذا لم تقف تلك الجهات بجانبنا وتساند هذا المشروع وتساعدنا في تنظيم عملنا؟ نعلم تماما أن الأنظمة ليست مدرسة تعلم أشياء واضحة، ولكن هناك أمور كنا بحاجة فيها إلى سواعد اخرى تقف إلى جانب هؤلاء الشباب وتدعم مشروعهم الاعلامي، هذا هو الشيء الذي أزعجني كثيرا من قرار إغلاق مكاتبنا الذي أراحنا نوعا ما، فقد كنا نشعر بأننا لوحدنا بدون أي مساندة، لقد كنا نتمنى من الجهات المشرفة على الاعلام في سورية أن تستقبل وتحتضن هذه التجربة ويكون لها مقدرة على متابعهتا بما يتناسب مع سياسة البلد التي هي سياسة نعتز ونفتخر بها .
مسؤولية
أحمل كل شخص يمارس مهنة الإعلام في سورية مسؤولية إغلاق مكاتبنا في كل من دمشق وحلب لأن الجميع كان معنيا بنجاح هذا المشروع ، وكل شخص لم يكن بداخله كان ضده حتى الاشخاص الذين كانوا معنا وتم الاستغناء عنهم لسبب ما وقفوا شوكة في حلق المشروع، ليس بمقدور المحطة استيعاب كل البطالة الاعلامية التي تعيشها سورية ولم يتمكن هؤلاء الاشخاص من فهم فكرة أن هذا المشروع الذي استوعب زميله هو بداية لمشاريع اخرى من شأنها أن تقدم الكثير للجمهور السوري بشكل عام وللإعلاميين السوريين على وجه الخصوص .
ولكن كيف رأى غسان عبود العمل الاعلامي في سورية وما هو السبب الرئيسي لإغلاق مكاتب المحطة ؟
كل من عمل في قطاع الاعلام في سورية يعلم تماما أن العمل الاعلامي في سورية أسهل أنواع الاعمال في كل مناطق الوطن العربي، وأنا أعترف بأننا عملنا لأكثر من سنة ونصف في سورية لم نتعرض خلالها لأي مضايقات أو تنبيه لأي شيء قدمناه من سورية، وكان العمل يسير بكل سهولة ويسر وحتى الآن لم يكن هناك أسباب واضحة لإغلاق مكاتب المحطة في دمشق وحلب، كل ما فهمناه أنه لم يكن هناك ترخيص ويجب علينا القيام ببعض الاجراءات، تزامنت هذه الاحداث مع انشغالنا بالتحضير للنقلة التالية في المحطة والتي استحوذت على الكثير من اهتمامنا وأخذت الكثير من وقتنا وأدت إلى انشغالنا عن متابعة الامور عن كثب، كل هذا حدث وتم إيقاف عملنا في سورية .
شراكة مشروطة
نعم طرحت أسماء عديدة من سورية وخارجها بخصوص الشراكة، ولكن امتناعنا عن الخوض في غمار هذا الموضوع كان بسبب عدم تبلور الأمور بشكل كامل وكان العمل في مراحله الاولى ويلزمنا الكثير من الجهد والوقت، الناس شاهدوا ما يعرض على الشاشة ولكنهم لم يكونوا يعلمون ما الذي يجري خلف الكواليس، وكم كان يلزمها لتكون جاهزة ومهيأة بالشكل الذي نريده، وحقيقة أننا شارفنا على إنهاء التفاصيل الأخيرة وسوف تكون الامور مكتملة في بداية الـ2011، وحتى ذلك الوقت ستكون أبوابنا مفتوحة لأي شخص نرى أنه سوف يشكل إضافة للمحطة أكاديميا ومهنيا وماديا أيضا، ولكن هناك ثوابت لا يمكن الاستغناء عنها أهمها معرفة الخلفية الكاملة التي قدم منها هذا الشخص وهل يتوافق ورؤيتنا، فمن غير المعقول أن نعقد شراكة مع أوروبي على سبيل المثال لا نعرف خلفيته، وماذا يريد والامر ينطبق على أي شخص لا يتوافق وثوابتنا التي هي ثوابت كل مواطن عربي.
القلة تولد الاحتكار
بالطبع تأثرنا بالأزمة ككل قطاعات العمل، وأنا من الاشخاص الذين يحبون الاستثمار عندما تكون الامور هادئة، عندما بدأت الاستثمار في قطاع الاعلام كان سوق الإعلان يعيش أجمل أيامه ويتمتع بقوة كبيرة، ولكن فجأة وبدون أي مقدمات خرج من هذا السوق أهم المعلنين مثل شركات المقاولات، شركات الإستشارات الهندسية وشركات الاستشارات المالية، وهو الشيء الذي وضع هذا القطاع في مأزق حقيقي، والآن هناك مؤسسات إعلامية كبيرة وعريقة على وشك الانهيار بسبب خروج القسم الأكبر والأهم من المعلنين الذين يشكلون العصب الرئيسي لإستمرار هذه المؤسسات، والحقيقة أننا حتى الآن لم نتمكن من استقطاب معلنين للمحطة والسبب وراء ذلك هو أنه عندما يحدث هناك هبوط في الاسواق تلجأ الشركات الكبيرة إلى اقامة تحالفات مبنية على العلاقات الشخصية تحفظ لها مصالحها، وتقوم بإقامة شركات مع مجموعة معينة من المؤسسات الاعلامية، تجعل أكثر من 80% من حجم سوق الاعلان يصب في جعبة هذه المؤسسات الاعلامية، فالقلة تؤدي الى الاحتكار وحقيقة هذا الموضوع لا يزعجني أبدا لأنني قد وضعت في ذهني مسبقا مدة معينة تصل إلى أربع سنوات حتى تباشر المحطة في الاعتماد على نفسها، وتبدأ بتحقيق ايرادات تضمن لها استمرارها، ويكفينا شرفاً حضورنا بهذا الشكل المميز بين قنوات عريقة ذات تاريخ طويل في هذا المجال الذي يعيش أشد أنواع المنافسة، لقد فرضت المشرق اسمها خلال فترة قصيرة جداً بين مصافي أفضل 15 محطة على مستوى الوطن العربي، وهذه الدراسة قدمتها لنا مؤسسة عالمية مختصة وفي نفس الوقت منافسة أيضا ً، وأعطتنا 71% في سورية و30% في منطقة الخليج وحوالي 50% في ليبيا واليمن والجزائر والأردن وفلسطين ولبنان، ولا أعتقد أن هناك محطة حققت تلك الأرقام خلال هذه الفترة القصيرة.
دراما
عندما تكلمت عن الدراما السورية كنت أقصد انتشار اللهجة السورية التي لم تعد غريبة عن أي مكان في الوطن العربي، والحقيقة أن الدراما السورية بدأت تفقد شيئا ًمن بريقها، وهي تقع في مطبات مخيفة منها التكرار وسوء النص والمعاناة من عدم وجود كتاب مميزين، وهي الآن مطالبة بالعودة إلى السكة الصحيحة وتقديم ما عودتنا عليه.
شهر رمضان
لقد أعددنا جدولين مختلفين بعض الشيء لدورتنا البرامجية في شهر رمضان المبارك، الأول هو جدول أعمال على مستوى عال جداً وبمواصفات متميزة، والالتزام به متوقف على خطة التسويق الموضوعة فإذا حققنا النتائج المطلوبة سنلتزم بهذا الجدول الذي أعتبره رائعاً ويناسب تماماً الشكل العام للمحطة، أما الجدول الثاني فهو جدول يمتلك أيضاً مواصفات متميزة ولكن بحجم أقل وهو بمثابة برنامج بديل عن الأول ونأمل أن نقدم لمشاهدينا مجموعة متكاملة ومميزة في هذا الشهر الكريم أعاده الله على الجميع بكل خير.
أسماء
عندما سألت السيد غسان عبود عن اسم شخصية سورية عاملة في مجال الدراما، وأخرى عاملة في قطاع الإعلام يتمنى تواجدها بشكل دائم على شاشة المشرق قال: لا أتمنى وجودو اسم محدد، وأنا بطبعي أكره الاحتكار والتكرار، ولكن يشرفني تواجد كل من يعمل في الدارما السورية على شاشتنا وبشكل دائم، أما بخصوص إعلامي سوري يعمل داخل سورية، ليس هناك أي اسم ملفت يجعلك ترغب بأن يكون متواجداً معك ولكن هناك أسماء سورية كبيرة برزت في الخارج، ولنا الشرف أن يكونوا معنا وأبواب المحطة مفتوحة لهم في أي وقت، وبإمكانك ملاحظة هذه الحالة التي تعطيك تفسيراً واضحا عن الحالة التي يعيشها الإعلامي السوري الذي يعمل داخل سورية فهو يمضي سنوات من الجهد ولايتمكن من تحقيق أي تقدم يذكر على الصعيدين المهني والمادي، وبمجرد حصوله على فرصة في الخارج تراه يبدع ويتطور ويتمكن من أخذ موقعة الحقيقي، إن عمل الإعلامي في الخارج يضعه ضمن معادلة المنافسة إذا سوف يبقى في حالة عطاء وسعي دائم لتحسين قدراته، أما تواجده في مؤسسة لا تخضع لأي نوع من أنواع المنافسة لن تبقيه يراوح مكانه بل ستؤدي به إلى التراجع، ومع ذلك فهناك بوادر ظهور إعلاميين سوريين جيدين ولكن في الإعلام الخاص.
نشرت مجلة "موضة وناس" الاجتماعية المنوعة لقاء مع رجل الأعمال السوري ومالك تلفزيون الاورينت، وركزت المجلة المعنية بالشأن السوري في لقائها على واقع الإعلام السوري بشكل عام والإعلام الخاص على وجه التحديد وتجربة تلفزيون الأورينت الرائدة في مجال الإعلام التلفزيون الخاص في سورية
وفيما يلي تفاصيل اللقاء
في لقائنا مع السيد غسان عبود، لم نتمكن من حصر المحاور الرئيسية التي وضعناها مسبقا، فقد كانت تلك المحاور ضيقة ومحدودة مقارنة مع الخبرة والثقافة والشفافية التي حدثنا بها،محاور ومواضيع طالت مجالات متنوعة في مختلف جوانب الحياة وعندما تحاور رجلا أدمن النجاح في عالم الاعمال وهو القادم من دراسة أكاديمية للإعلام، ترتفع آفاق النقاش وتكثر الأفكار ويتنقل الحوار بين السياسة والإعلام والتاريخ والمجتمع.
هل كان يعلم غسان عبود رجل الأعمال أن المشرق ستحقق كل هذا النجاح وتكون المحطة الأكثر جماهيرية في سورية، وتدخل في قائمة أكثر 20 محطة عربية فضائية مشاهدة، كل هذا وخلال فترة بث تعتبر لمحطة أخرى هي مرحلة تجريبية، أنا متأكد أنه رجل يعرف تماما ما يريد فصاحب هذا الطموح والرؤية الخاصة والمختلفة لا يمكن أن يكون ترك نفسه للقدر ليرسم له خطواته .
التقينا بالسيد غسان عبود في مقر المحطة في دبي وكان لنا معه اللقاء التالي :
رحلة طويلة وناجحة في مجال الأعمال والتجارة، هل وجدتم أن الاستثمار في مجال الإعلام قد يكون استثمارا ناجحا، وما هو القصد من قولكم إن السوق السورية مكان خصب للاستثمار ؟
أريد أن أوضح فكرة بخصوص هذه النقطة التي لم تفهم بشكل واضح، والحقيقة بأن هناك الكثير من المحاور التي تحدثت عنها في البيان الذي اصدرته عندما أطلقنا دورتنا البرامجية الجديدة للمشرق، وفسرت بمعاني مختلفة عن تلك التي أردنا إيصالها، وأهم تلك النقاط أنني عندما قلت إن السوق السورية مكان ملائم للاستثمار في مختلف قطاعات الأعمال حقيقة موجودة ولا يمكن لأحد إنكارها، لقد لعب الموقع الاستراتيجي لوطننا سورية دورا محوريا في جعلها من أوائل البلدان التي عملت في مجال التجارة بالإضافة إلى عمقها التاريخي والحضاري وما تحتويه أرضها من خيرات وثروات متنوعة وقوة بشرية لا يستهان بها، تتمحور الفكرة الرئيسية التي حاولنا إيصالها في المحطة، بأننا مؤمنين تماما بأن سورية تمتلك سوقا واعدة مليئة بعوامل النجاح من كم وتنوع سكاني والأهم أنها سوق بكر للاستثمار في هذا المجال، هذا لا ينفي أبدا من أننا نريد أن نقدم رسالة معينة فالإعلام عملة بوجهين وجه استثماري يهدف إلى الربح كي يضمن الاستمرارية (ونحن هنا نتكلم عن الإعلام الخاص الذي لا ينطوي تحت عباءة أي جهة رسمية أو يحظى بدعم طرف معين، وبمعنى أدق يجب على هذا الإعلام أن يحقق عوائد ربحية لكي يضمن البقاء أو الاستمرار)، والوجه الآخر هو رسالة هذه المؤسسة أو الوسيلة الإعلامية، وماذا تريد أن تقول وإلى ماذا تهدف، وأعتقد أن رسالتنا كانت واضحة وظاهرة للجميع وهي أننا نريد أن نقدم إعلاما بمستوى راق ومحترف نحاول من خلاله الظهور بصورة متميزة.
نعم ركزنا في بعض الأوقات على وطننا سورية نظرا لما يحتويه هذا البلد الجميل من تفاصيل تتميز بالغنى والتنوع من شأنها أن تمنحنا تأشيرة دخول إلى منزل كل مشاهد في الوطن العربي نظرا لما تلقاه لهجتنا وثقافتنا وعاداتنا من قبول على مستوى هذا العالم الكبير.
لايف بوينت
لا أحبذ الحديث عن جزء معين من المشروع وفصله عن باقي المجموعة، فالمشروع هو مجموعة من الحلقات التي تكمل بعضها، الناس تعرفنا من خلال المشرق لأنها الأكثر ظهورا وشعبية، ولكن مشروعنا الإعلامي يتكون من عدة أشياء بدأنا فيها في شركة لايف بوينت وهي تعنى بإنتاج وتوزيع كل ما يتعلق بالعمل الإعلامي من برامج ومسلسلات وأفلام وعمليات الدوبلاج، وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور الارتجالي القوي والمحوري الذي تلعبه لايف بوينت ضمن المجموعة وكان من الطبيعي أن يتم رفد هذا المشروع بقناة تلفزيونية تظهر طريقة عملنا وطبيعته وتبرز بعض الجوانب التجارية من المشروع، فكان ظهور المشرق فهما مشروعان مكملان لبعضهما الآخر، كما عملنا على دعم المشروع بطرقة مهنية وعلمية بتأسيسنا مركز المشرق للتدريب والتطوير الإعلامي الذي يحمل نواة أكاديمية تنقل وتقدم أحدث ما تم التوصل إليه في هذا المجال الواسع والذي يشهد في كل يوم شيء جديد ، ونحن الآن بصدد فتح فرع للايف بوينت في أوروبا ونفكر بشكل جدي في الاستثمار في مجال الموسيقا بالإضافة إلى أن هناك فكرة إنشاء بعض الإذاعات الخاصة .
الكوادر السورية
يقول عبود كانت الفكرة الأساسية تدور حول تأسيس أكاديمية تدريب مهني وليس مركزا قائما على الدراسات النظرية والمعايير الرئيسة التي يتطلبها العمل الإعلامي وهي الأشياء التي أصبحت من الصعوبة بمكان الالتزام بها في وقتنا الحالي، وهي برأيي الشخصي بمثابة حلم طوباوي لا يمكن تحقيقه وحتى نتخلص من هذه الأمور كنا بحاجة إلى أشخاص مدربين ومؤهلين مهنيا وليس نظريا؛ أي بإمكانهم الانخراط في سوق العمل مباشرة وبدون أي مصاعب وسنحاول في مركز المشرق للتدريب أو الاكاديمية القادمة قريبا إن شاء الله أن نغطي هذا الجانب، حقيقة ومن منظور شخصي أنا أرى ليس فقط وطننا سورية بل غيرها الكثير من دول الوطن العربي تفتقد إلى الكفاءات المهنية الإعلامية وأشدد هنا على كلمة المهنية فالأمر لا يتجاوز سوى وجود خامات إعلامية جيدة تحاول التفوق على نفسها والعمل على تقديم شيء متميز والسبب يعود إلى طرق ومناهج التعليم النظرية التي لا توفر سوى الحد الأدنى للمعرفة، وهي لا تقدم إلا مجموعة من النظريات التاريخية حتى الدول التي أطلقتها تخلت عنها، من الضروري قراءة التاريخ ومعرفته والاطلاع على حيثياته ولكن هذا لا يكفي، وخاصة في مجال يشهد ثورة في مراحل تطوره المتسارعة وهنا يظهر الكثير من التساؤلات أهمها، أين هي المخابر والاستوديوهات التي يجب أن تتوفر في الجامعات التي تتدرس الاعلام؟ وأين هي الأماكن التي سوف تستوعب هؤلاء الخريجين لتساعدهم في صقل مواهبهم وتنمية مهاراتهم فنحن حتى الآن نفتقد في سورية إلى مختلف الوسائل الاعلامية، كما ونوعا فمن غير المعقول أن يمضي طالب إعلام أربع سنوات دراسية يزور من خلالها صحيفة لمرة أو أكثر على أبعد تقدير، كل هذا ووضع الاعلام السوري والعديد من دول المنطقة بمأزق إعلامي حقيقي، وهو الشيء الذي لمسناه على أرض الواقع، يجب أن يعرف القائمون على الإعلام أن هذا النوع من التدريس لا يعطي الكريزمة والحضور للمقدم، ولا يمنحه معرفة كيفية إدارة حوار مع أكثر من شخصية ولا يشكل أي إضافة لطالب يمتلك الموهبة وبحاجة إلى من يصقلها، هذا النوع من المناهج يجعلنا نتكلم أكثر مما نعمل.
كل مؤسسة لا تخضع لقانون المنافسة هي قولا واحدا مؤسسة ميتة
فوارق
السوري يتمتع بديناميكية لا يتمتع بها أي شخص آخر ونستطيع تشبيهه بالكأس الفارغ الجاهز لاستقبال المعرفة فورا، وهو يستند ويعول على خلفيته الحضارية العريقة والتي تعود إلى آلاف السنين من الثقافة والعلم، ولكن هذا لا يكفي لصراع البقاء الذي يعيشه سوق العمل في الخارج، فهو منذ دخوله في هذا السوق المتخم بالمنافسة يشعر بهذا الفراغ والاختلاف الحاصل بين دراسته وبين العمل على أرض الواقع حتى الأشخاص الذين اكتسبوا بعض الخبرة من ممارسة المهنة في بعض الأماكن داخل سورية سيجدون هذا الاختلاف لأن هناك فروقا واضحة في نواحي عديدة بين العمل داخل الوطن وخارجه، فروق في التقنيات المستخدمة وفي طرق إدارة هذه الأماكن وكيفية الالتزام بالعمل، لذلك نجده يعمل ويثابر ويستجيب لمتطلبات السوق بسرعة قياسية وهو يعتمد في ذلك على اجتهادات شخصية وبأدوات بسيطة جدا قد تصل إلى درجة أن يقوم بالتدرب على كيفية إدارة حوار في المنزل والشخصيات هم مجموعة من الاصدقاء وهذا هو ما يمنح السوري الفارق في نهاية الامر .
مناهج وثغرات
اعتمدت طرق ومناهج التدريس في الكثير من الأقسام والكليات على الدراسة النظرية بدلا من تركيزها على التطبيق العملي والمهني لهذه الدراسة الأمر الذي أدى إلى تراجع هذه الأقسام وأفقدها العامل الرئيسي لنجاح خريجي هذا القسم في الحياة العملية، نمتلك كوادر تدريسية متميزة ولكن يجب العمل على مساعدة هذه الكوادر في تحويل خبرتها ومخزونها الفكري من الشكل النظري إلى العملي؛ أي مساعدة هذه العقول والخبرات في نقل خلاصة تجربتهم إلى من هم بحاجتها في الحياة العملية وإن كنا في وضع لا يسمح لنا بتأمين فرص عمل لكل هؤلاء الخريجيين فلنعمل على الاقل لجعلهم جاهزين لدخول سوق العمل بدون مقدمات وبدون متاعب للحصول على فرصة قد لا تأتي.
الجميع يعلم والتاريخ كذلك أننا كنا من رواد الإعلام على مستوى الوطن العربي ولكن دخول الهيئات والمؤسسات الإعلامية تحت عباءة ومظلة واحدة أفقدها صفة المنافسة، وأي مؤسسة في العالم مهما بلغ حجمها وأي كان مجالها لا تخضع لقانون المنافسة هي مؤسسة ميتة ليس لها أي حضور أو تواجد .
رجل من ذهب
سورية تمارس سياسة خارجية مبدأية تتسم بالسهولة والوضوح، وتراعي شعور كل مواطن عربي وإذا أجرينا استفتاء بين جميع دول المنطقة لوجدنا إجماعا عربيا كبيرا لتلك السياسة، والسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد لا يدخر جهدا في العمل على إبقاء اسم هذا الوطن الكبير عاليا في جميع المحافل العربية والدولية، لقد قدم نموذجا يحتذى به في إدارة الأزمات التي ألمت بالمنطقة في الفترة الماضية، وبقي متمسكا بثوابته القومية على الرغم كل الضغوط التي مورست على سورية، ولكن أريد أن أسأل أين كان الإعلام الرديف كل هذا الوقت وهو المعني الاكبر في تلك الفترة؟ ما هي الأشياء التي قدمها ليدعم هذه السياسة، هل من المعقول أن تحتاج سورية إلى خمس سنوات لتثبت أنه لا دخل لها بقضية استحوذت على اهتمام المجتمع الدولي، وهو المطالب أن يثبت ذلك في كل يوم، أين هي كافة أشكال الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة التي يجب أن ترافق هذه السياسة المشرفة لترافقها وتدعمها وتعطيها زخما هي بأشد الحاجة إليه في تلك الفترات، أنا أدعي بأننا لا نملك في سورية حتى الآن إعلاميين محترفين باستطاعتهم منافسة غيرهم من رجال الاعلام في غالبية دول الوطن العربي، ولا يتعدى الامر عن كونهم خطباء مساجد ومدونيين في دوائر حكومية فقط لا غير.
المضحك المبكي
لم يكن توجهنا منذ بداية المحطة وحتى الآن سوريا بحتا ومن الصعوبة بمكان في هذا الزمان الفضائي من تخصيص محطة لجهة معينة على الرغم أنه في اوروبا وامريكا هناك محطات خاصة بمدن وولايات معينة ولكن عربيا هذا الشيء غير ممكن على الأقل حاليا، لقد دخلنا السوق السورية لأننا في طور البداية وبحاجة إلى سوق سهلة المنافسة فهي شبه خالية إن لم تكن خالية فعلا، أما السوق العربية فهي تشهد منافسة شرسة فنحن بحاجة لبعض الوقت حتى نتمكن من فرض اسمنا بقوة ضمن هذه المنافسة، صنعنا في سورية حوالي 30 برنامج لكن جميع هذه البرامج كانت تعاني من مشاكل عديدة منها ما هو تقني ومنها ما هو فني حتى على مستوى الإعداد والتقديم كان ينقصها الكثير والصفة الأنسب التي تنطبق عليها أنها برامج اعتباطية والقائمون على مكتب دمشق يعرفون هذا الكلام تماما، أي اصبحت الامور كالعمل على تشكيل فريق كرة قدم مكان نائي ومنعزل لا يحتوي سوى على مجموعة من الاشخاص لا دخل لهم في هذا المجال بمعنى آخر قد يتضمن الفريق الفران والنجار والحداد ولكن بسبب الحاجة يتم الاستعانة بهم لتحقيق شرف المشاركة وبما أن الجمهور الحاضر ينتمي لنفس المكان، فمن المؤكد أنه سيكون سعيدا بهذه المشاركة وسوف يصفق لها بكل حرارة، وهذا ما كان يحصل بدقة في مكتب دمشق .
المبكي في هذا الأمر أن هذه البرامج لاقت نجاحا لافتا في سورية مع العلم بأننا إذا فكرنا في المنافسة بهذه النوعية من البرامج في أي مكان آخر لما حظيت بأي فرص بالنجاح، ولكنها تمكنت في تحقيق كل هذا النجاح لأنها استطاعت من الاقتراب إلى التفاصيل الحياتية للمواطن السوري والوصول إلى زواية وتفاصيل في مجتمعنا لم يسبق لأحد أن عمل على إظهارها، الجمهور سئم من الشكل النمطي للاعلام في سوريا ومل من هذا الاحتكار لإعلام لم يتمكن من تقديم أي شيء متميز ومبدع على مدار فترة زمنية طويلة، ولا بد من الاشارة إلى الخلاص الكبير للعاملين في هذا البرنامج انعكس على شاشة المشرق وساهم في تقديم صورة طيبة، وهنا أريد أن أوجه تحية لجميع العاملين في مكاتب دمشق وحلب بدون استثناء الذين عملوا بكل وفاء وإخلاص وسخروا كل ما يملكوه في إمكانيات ووضعوها في خدمة محطتهم، وكان منهم الكثير من يملك مواصفات تؤهله للتواجد على الساحة الاعلامية العربية وربما العالمية لو استمر في العمل لمدة أطول ولكن للأسف الوقت الذي عمله على أرض الوقع لم يكن بالكافي لإثبات نفسه .
لوحة تشاهد بعين واحدة
إذا كان الحكم على شخصية أو توجه وسياسة أي محطة سيكون من خلال كلمة او محور تم مناقشته خاصة في ما يتعلق بالبرامج التي تبث على الهواء مباشرة، فالأفضل للجهة المسؤولة عن هذا الموضوع التي لا تعطي ترخيص لمؤسسات الاعلامية إن كانت ستحاسبهم على خطأ غير مقصود، هناك حكم يصدر عندما تشعر أن هناك إلحاح من هذه الوسيلة نحو موضوع معين؛ أي هناك تركيز على جوانب معينة وإغفال غيرها من الجوانب، العمل الاعلامي عمل جماعي ومن الطبيعي أن تشاهد أحد الاشخاص الذي قد يمرر خلفيته الثقافية أو الفكرية أو الاجتماعية في هذا العمل، ولكن الحكم يجب أن يتم على المشهد العام أي يجب مشاهدة اللوحة ككل، ولا تنظر إلى جزء مرة من دون أي قصد وقد لا يكون هناك أي رضى عنه في إدارة المحطة، وحتى على مستوى المسلسلات والأفلام التي يتم عرضها على الشاشة قد لا تلقى القبول تماما، ولكن بسبب ساعات البث الطويلة وقلة المحتوى فقد نضطر إلى عرضها مع العلم أنه حتى التلفزيونات الرسمية قد تقع في مثل هذه المطبات الاعلامية؛ فأي عمل جماعي هو عمل معرض للأخطاء ومن المفروض على الحكومة أن تتصف بصدر رحب في مثل هذه الامور إذا ارادت أن تشاهد إعلاما ناجحا ومتنوعا، لأن الاستثمار في مجال الإعلام استثمار طويل الامد ومن غير المعقول أن تحاسب على أخطاء قد يقع فيها إعلامها الرسمي، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بالتلفزيونات التي تختلف عن الصحيفة التي تخضع للتدقيق والقراءة والمراجعة من عدة أشخاص قبل وصولها إلى الجمهور .
مطر بدون زرع
حقيقة لقد أحزنني كثير إغلاق مكاتبنا في سورية فمن الطبيعي أن تشعر بالحزن وأنت ترى فرصة نجاح بهذا الحجم تهدر، مشروع كان بمثابة نواة لمؤسسة اعلامية رائدة تعبر عن قضايا الشعب السوري التي هي قضايا مبدئية ومشرفة تنقل روح الشعب السوري من تسامح وحب للحياة، لكن الذي حز في النفس أكثر هو أنه لم يتم متابعة هذا المشروع من الجهات المعنية والتي من المفروض عليها أن تتبناه وتشعر بالمسؤولية تجاهه، لماذا لم تقف تلك الجهات بجانبنا وتساند هذا المشروع وتساعدنا في تنظيم عملنا؟ نعلم تماما أن الأنظمة ليست مدرسة تعلم أشياء واضحة، ولكن هناك أمور كنا بحاجة فيها إلى سواعد اخرى تقف إلى جانب هؤلاء الشباب وتدعم مشروعهم الاعلامي، هذا هو الشيء الذي أزعجني كثيرا من قرار إغلاق مكاتبنا الذي أراحنا نوعا ما، فقد كنا نشعر بأننا لوحدنا بدون أي مساندة، لقد كنا نتمنى من الجهات المشرفة على الاعلام في سورية أن تستقبل وتحتضن هذه التجربة ويكون لها مقدرة على متابعهتا بما يتناسب مع سياسة البلد التي هي سياسة نعتز ونفتخر بها .
مسؤولية
أحمل كل شخص يمارس مهنة الإعلام في سورية مسؤولية إغلاق مكاتبنا في كل من دمشق وحلب لأن الجميع كان معنيا بنجاح هذا المشروع ، وكل شخص لم يكن بداخله كان ضده حتى الاشخاص الذين كانوا معنا وتم الاستغناء عنهم لسبب ما وقفوا شوكة في حلق المشروع، ليس بمقدور المحطة استيعاب كل البطالة الاعلامية التي تعيشها سورية ولم يتمكن هؤلاء الاشخاص من فهم فكرة أن هذا المشروع الذي استوعب زميله هو بداية لمشاريع اخرى من شأنها أن تقدم الكثير للجمهور السوري بشكل عام وللإعلاميين السوريين على وجه الخصوص .
ولكن كيف رأى غسان عبود العمل الاعلامي في سورية وما هو السبب الرئيسي لإغلاق مكاتب المحطة ؟
كل من عمل في قطاع الاعلام في سورية يعلم تماما أن العمل الاعلامي في سورية أسهل أنواع الاعمال في كل مناطق الوطن العربي، وأنا أعترف بأننا عملنا لأكثر من سنة ونصف في سورية لم نتعرض خلالها لأي مضايقات أو تنبيه لأي شيء قدمناه من سورية، وكان العمل يسير بكل سهولة ويسر وحتى الآن لم يكن هناك أسباب واضحة لإغلاق مكاتب المحطة في دمشق وحلب، كل ما فهمناه أنه لم يكن هناك ترخيص ويجب علينا القيام ببعض الاجراءات، تزامنت هذه الاحداث مع انشغالنا بالتحضير للنقلة التالية في المحطة والتي استحوذت على الكثير من اهتمامنا وأخذت الكثير من وقتنا وأدت إلى انشغالنا عن متابعة الامور عن كثب، كل هذا حدث وتم إيقاف عملنا في سورية .
شراكة مشروطة
نعم طرحت أسماء عديدة من سورية وخارجها بخصوص الشراكة، ولكن امتناعنا عن الخوض في غمار هذا الموضوع كان بسبب عدم تبلور الأمور بشكل كامل وكان العمل في مراحله الاولى ويلزمنا الكثير من الجهد والوقت، الناس شاهدوا ما يعرض على الشاشة ولكنهم لم يكونوا يعلمون ما الذي يجري خلف الكواليس، وكم كان يلزمها لتكون جاهزة ومهيأة بالشكل الذي نريده، وحقيقة أننا شارفنا على إنهاء التفاصيل الأخيرة وسوف تكون الامور مكتملة في بداية الـ2011، وحتى ذلك الوقت ستكون أبوابنا مفتوحة لأي شخص نرى أنه سوف يشكل إضافة للمحطة أكاديميا ومهنيا وماديا أيضا، ولكن هناك ثوابت لا يمكن الاستغناء عنها أهمها معرفة الخلفية الكاملة التي قدم منها هذا الشخص وهل يتوافق ورؤيتنا، فمن غير المعقول أن نعقد شراكة مع أوروبي على سبيل المثال لا نعرف خلفيته، وماذا يريد والامر ينطبق على أي شخص لا يتوافق وثوابتنا التي هي ثوابت كل مواطن عربي.
القلة تولد الاحتكار
بالطبع تأثرنا بالأزمة ككل قطاعات العمل، وأنا من الاشخاص الذين يحبون الاستثمار عندما تكون الامور هادئة، عندما بدأت الاستثمار في قطاع الاعلام كان سوق الإعلان يعيش أجمل أيامه ويتمتع بقوة كبيرة، ولكن فجأة وبدون أي مقدمات خرج من هذا السوق أهم المعلنين مثل شركات المقاولات، شركات الإستشارات الهندسية وشركات الاستشارات المالية، وهو الشيء الذي وضع هذا القطاع في مأزق حقيقي، والآن هناك مؤسسات إعلامية كبيرة وعريقة على وشك الانهيار بسبب خروج القسم الأكبر والأهم من المعلنين الذين يشكلون العصب الرئيسي لإستمرار هذه المؤسسات، والحقيقة أننا حتى الآن لم نتمكن من استقطاب معلنين للمحطة والسبب وراء ذلك هو أنه عندما يحدث هناك هبوط في الاسواق تلجأ الشركات الكبيرة إلى اقامة تحالفات مبنية على العلاقات الشخصية تحفظ لها مصالحها، وتقوم بإقامة شركات مع مجموعة معينة من المؤسسات الاعلامية، تجعل أكثر من 80% من حجم سوق الاعلان يصب في جعبة هذه المؤسسات الاعلامية، فالقلة تؤدي الى الاحتكار وحقيقة هذا الموضوع لا يزعجني أبدا لأنني قد وضعت في ذهني مسبقا مدة معينة تصل إلى أربع سنوات حتى تباشر المحطة في الاعتماد على نفسها، وتبدأ بتحقيق ايرادات تضمن لها استمرارها، ويكفينا شرفاً حضورنا بهذا الشكل المميز بين قنوات عريقة ذات تاريخ طويل في هذا المجال الذي يعيش أشد أنواع المنافسة، لقد فرضت المشرق اسمها خلال فترة قصيرة جداً بين مصافي أفضل 15 محطة على مستوى الوطن العربي، وهذه الدراسة قدمتها لنا مؤسسة عالمية مختصة وفي نفس الوقت منافسة أيضا ً، وأعطتنا 71% في سورية و30% في منطقة الخليج وحوالي 50% في ليبيا واليمن والجزائر والأردن وفلسطين ولبنان، ولا أعتقد أن هناك محطة حققت تلك الأرقام خلال هذه الفترة القصيرة.
دراما
عندما تكلمت عن الدراما السورية كنت أقصد انتشار اللهجة السورية التي لم تعد غريبة عن أي مكان في الوطن العربي، والحقيقة أن الدراما السورية بدأت تفقد شيئا ًمن بريقها، وهي تقع في مطبات مخيفة منها التكرار وسوء النص والمعاناة من عدم وجود كتاب مميزين، وهي الآن مطالبة بالعودة إلى السكة الصحيحة وتقديم ما عودتنا عليه.
شهر رمضان
لقد أعددنا جدولين مختلفين بعض الشيء لدورتنا البرامجية في شهر رمضان المبارك، الأول هو جدول أعمال على مستوى عال جداً وبمواصفات متميزة، والالتزام به متوقف على خطة التسويق الموضوعة فإذا حققنا النتائج المطلوبة سنلتزم بهذا الجدول الذي أعتبره رائعاً ويناسب تماماً الشكل العام للمحطة، أما الجدول الثاني فهو جدول يمتلك أيضاً مواصفات متميزة ولكن بحجم أقل وهو بمثابة برنامج بديل عن الأول ونأمل أن نقدم لمشاهدينا مجموعة متكاملة ومميزة في هذا الشهر الكريم أعاده الله على الجميع بكل خير.
أسماء
عندما سألت السيد غسان عبود عن اسم شخصية سورية عاملة في مجال الدراما، وأخرى عاملة في قطاع الإعلام يتمنى تواجدها بشكل دائم على شاشة المشرق قال: لا أتمنى وجودو اسم محدد، وأنا بطبعي أكره الاحتكار والتكرار، ولكن يشرفني تواجد كل من يعمل في الدارما السورية على شاشتنا وبشكل دائم، أما بخصوص إعلامي سوري يعمل داخل سورية، ليس هناك أي اسم ملفت يجعلك ترغب بأن يكون متواجداً معك ولكن هناك أسماء سورية كبيرة برزت في الخارج، ولنا الشرف أن يكونوا معنا وأبواب المحطة مفتوحة لهم في أي وقت، وبإمكانك ملاحظة هذه الحالة التي تعطيك تفسيراً واضحا عن الحالة التي يعيشها الإعلامي السوري الذي يعمل داخل سورية فهو يمضي سنوات من الجهد ولايتمكن من تحقيق أي تقدم يذكر على الصعيدين المهني والمادي، وبمجرد حصوله على فرصة في الخارج تراه يبدع ويتطور ويتمكن من أخذ موقعة الحقيقي، إن عمل الإعلامي في الخارج يضعه ضمن معادلة المنافسة إذا سوف يبقى في حالة عطاء وسعي دائم لتحسين قدراته، أما تواجده في مؤسسة لا تخضع لأي نوع من أنواع المنافسة لن تبقيه يراوح مكانه بل ستؤدي به إلى التراجع، ومع ذلك فهناك بوادر ظهور إعلاميين سوريين جيدين ولكن في الإعلام الخاص.